إن مفهوم المواطنة والوطنية الذي بات يطرح كشعار مرحلي يعيشه الجميع ضمن أحكام مختلفة لم يكن حديث العهد كما يتصوره البعض ولن يكون شعارا سياسيا مرحليا كما يعتقده البعض الآخر. فالوطنية ليست شيئا جامدا ومطلقا، وليست حالة مؤقتة تمر فيها الشعوب إنما هي حالة ثقافية سياسية واجتماعية تاريخية، وهي مفهوم قابل للتطور والتفاعل المستمر بين جميع الثقافات القومية والدينية في أي مجتمع تم بناؤه بالشكل الصحيح للمواطنة ضمن قوانين واضحة للجميع وتربية قادرة على إبقاء الأفراد في حالة انتماء مستمر، وإن بناء الوطن لا يكتمل إلا في انتماء الخليط الثقافي الذي يعيش على أرض هذا الوطن ويحترمون قوانينه التي تحترم وجودهم كمواطنين